وطني ..
وطني الحبيب ها أنا قد عدت.. فهل لازلت تذكرني؟؟ أم غدوت من أعباء الزمان .. وتناسى خطواتي المكان .. فاخترت أن تنكرني .. وطني .. مالي أراك تميل الوجه عني؟؟ أتخجل مني؟؟ .. أم أن أسوار الظلام قد حجبتك عني؟؟ هل صوتي قد أخفته أصوات القنابل ؟؟ هل تغيرت قسمات وجهي ؟؟ ألست من أفنى في ليلك المقل .. عيون صالت في رباك .. تعمى عن الجميع و لا ترى إلاّك .. تنسى كل الوجوه ولا تنساك .. حقول جفونها خجلا .. تسقيها دموع سنابل ثكلا .. هل تذكرت من أنا؟؟ أنا العامل .. أنا المزارع .. أنا المنازل .. أنا المقاتل .. يا وطني مالك لا تراني؟؟
يا وطني ..
أدري بأننا في أوطاننا موتى .. و قبورنا المنازل .. دماؤنا ترسم لنا صورا .. و تقفي في ثرى أرضك شعرا .. ندب في حبك الأبدي .. تخطه على الجدران .. في الشوارع .. في الأزقة .. في السهول .. في المخيمات والمداخل ..
يا وطني ..
أدري بأنه قد عاث بك المتسلقون .. وانتشرت في أركانك القلاقل .. تارة لحية وراية خضراء قاتمة .. وتارة كوفية دققت في غزلها المغازل .. جرحين في كفي يؤلماني .. على مر سنيني يبكياني .. رشاش أخ في وجه الأخ الثاني .. ويلي عليك يا وطني مما أرى .. ومما ابتليت من مهاول ..
يا وطني ..
كتبوا بك نصوصا خرافية هزلية .. و حوارات وإبداعات مسرحية .. صبغتها دساتير وأعلام سياسية .. خطت بأقلام صهيونية .. ودواة أمريكية .. على أوراق أوروبية .. أبطالها .. أبطالها .. ويحي من أبطالها .. أبطالها يا من سما مجدك و علا اسمك .. فرسان الخطابات العربية!!
يا وطني ..
انهض بنفسك ولا تكترث .. من تحت الحجارة والركام قم وانبعث .. وانفض عن وجهك غبار السنين الجائرة .. ومؤامرات الأقوام الغادرة .. فأنت باق وهم راحلون .. وسجل في صفحات تاريخك المجيد .. بأنه كفاني عزا أنني في أحضان ربوعك شهيد ..
من كلمات اخي وليد الموسى